мαĴΐ∂ αℓѕнєняΐ ●●∫إدارة الموقع∫●●
♥|تاريخ التسجيل : 04/04/2009 مستوى العضو : الأقامه : وحيد بدنيتي المشاركات : 1038 الدولة : العمر : 36 المزاج : . : my sms : ღ [ أوسـمــتي ] ღ : - :
| موضوع: التربية الذاتية أهميتها وكيف نحققها السبت 31 مارس 2012, 5:48 pm | |
| لا شك أن دور الفرد في شتى مجالات الحياة لا يمكن إغفاله حيث إن الأفكار الفردية كان لها الأثر الأكبر في كثير من المخترعات والمشاريع التي عادت على البشرية جمعاء بفوائد عظيمة . وجماعة الإخوان المسلمين وما تحمله من مشروع تغييري ضخم اعتبرت دور الفرد فيه بمثابة حجر الزاوية نظرا لأهميته . وحيث ان للإبداع الفردي والذاتية دورا هاما فى كل ما سبق فإن ذلك يجعلنا نلقى بعض الضوء حول التربية الذاتية ومالها من دور هام في الارتقاء بالفرد وبالتالي تقدم الجماعة ونهضة الأمة . أولا: مفهوم التربية الذاتية: لكي يتضح هذا المفهوم نذكر معنى كل مفردة من مفرداته : فالتربية تعنى التنمية أي الزيادة . فقد روى صديقا للامام احمد بن حنبل واصفا حياة الامام فقال والله لقد صحبته عشرون عاما صيفا وشتاءا حرا وبردا صبحا ومساءا فماوجدته فى يوم إلا وهو افضل من الذى قبله . والتربية تعنى ايضا المعاهدة بمعنى التعهد والتبنى والمعايشة وقد ورد عن الشيخ الجليل محمد الغزالى رحمه الله تعالى انه قال ليست التربية ان تبذر البذرة فى الارض رجاء ان تنمو. ولكنها تعنى ان تتعهد هذه البذرة بالرعاية فتزيل الحشائش من حولها وتسقيها وتحميها من الرياح العاتية عند ذلك وبعد توفيق الله تدرك انها ستنمو شجرة باسقة . وخلاصة ماقالوا فى التربية انها تخلية بازالة كل مايتعارض مع قيم واخلاق الاسلام وتحلية بان تضع قيم الاسلام واخلاقه الرفيعة مكان ماا فرغت وتأتى الثالثة وهي التثبيت بمعنى الحفاظ على استمرار عملية التحلية . وقال المربون ان التربية تعنى فن التعامل المتدرج مع النفس البشرية للوصول بها الى درجة الكمال . الذاتية: الذات من كلمة ذو بمعنى صاحب . قال الله عز وجل ( والسماء ذات البروج) أي صاحبة البروج وقال سبحانه( وحملناه على ذات الواح ودسر) أي لها الواح . وقد جاءت كلمة الذات مضافة الى الله عز وجل ففيما اخرجه البخاري عن الصحابى الجليل خبيب رضي الله عنه أنه أنشد في موقف استشهاده: ( ولست أبالي حين أقتل مسلماً .. على أي جنب كان لله مصرعي .. وذلك في ذات الإله وإن يشأ .. يبارك في أوصال شلو ممزع ).وفى الاصطلاح ذات الانسان هي كل ما فيه من صفات ومواد ومعاني قائمة كالشجاعة والجمال والذكاء.....الخ ونخلص مماسبق ان ذات الانسان هي حقيقته . ونستطيع ان نعرف التربية الذاتية بأنها: دافع او جهد يبذله الفرد من خلال اعماله الفردية او من خلال تفاعله مع اعمال جماعية يربى نفسه عليها لينجز اهدافا محددة دون تكليف أو متابعة من غيره . وهي تعنى ايضا تربية الفرد نفسه بنفسه حتى يصل بها الى درجة الكمال. والتربية الذاتية تكون فى جوانب الحياة المختلفة ( الايمانية-الدعوية-الحياتية-الاجتماعية ) ثانيا:أدلة التربية الذاتية : 1- قصة هدهد سليمان ( وتفقد الطير فقال مالي لاأرى الهدهد .....الى قوله عز وجل . أحطت بما لم تحط به وجئتك من سبأ بنبأ يقين ) . 2- قال تعالى (ولاتخزني يوم يبعثون يوم لاينفع مال ولا بنون الا من اتى الله بقلب سليم) 3- وقال جل شأنه ( فقاتل فى سبيل الله لاتكلف الا نفسك ) 4- قال(ص) (إن في الجسد مضغة إذا صلحت صلح الجسد كله و إذا فسدت فسد الجسد كله ألا و هي القلب) 5- سلمان الفارسي واقتراحه بحفر الخندق في غزوة الأحزاب 6- الحباب بن المنذر واقتراحه بتغيير مكان نزول جيش المسلمين في غزوة بدر 7- ابو البصير عندما خطط لما نسميه اليوم بحرب العصابات بعيدا عن صلح الحديبية 8- عندما حدد الأستاذ البنا رحمه الله تعالى أهداف جماعة الأخوان المسلمين قال إن : إصلاح الفرد وتكوين البيت واجب كل فرد على حدته. 9- الأستاذ حسن الهضيبى حينما سأل الأستاذ عبد البديع صقر رحمهما الله قائلا :كيف حالك مع القرآن فرد عليه قائلا بخير أقرا كل يوم جزأين فقال له لا يا عبد البديع : بعد الفجر جزأين وبعد الظهر جزأين وبعد العصر جزأين وبعد المغرب جزأين وبعد العشاء جزأين عندها ننتظر نصر الله وتأييده 10- ما حكي أيضا عن الأستاذ حسن الهضيبى في محنة التأييد ( تأييد عبد الناصر ) عندما جاءه بعض الأخوان ليخبروه أن البعض يريد أن يؤيد مستندا إلى حديث آل ياسر وقوله سبحانه وتعالى (إلا من اكره وقلبه مطمئنا بالإيمان ) فقال رحمه الله أنا لا اكره أحدا على التأييد من عدمه لكننى أقولها كلمة لكم : أنا الجماعة . ثالثا : دوافع ومبررات التربية الذاتية: 1- المسؤولية الفردية :- قال الله عز وجل ( ولا تزر وازرة وزر أخرى وإن تدع مثقلة إلى حملها لا يحمل منه شيء ولو كان ذا قربى) - ويقول سبحانه (كل نفسٍ بما كسبت رهينة) - وقال صلى الله عليه وسلم:"من دعا إلى هدى كان له من الأجر مثل أجور من تبعه لا ينقص ذلك من أجورهم شيئاً، ومن دعا إلى ضلالة كان له من الوزر مثل أوزار من تبعه غير أنه لا ينقص ذلك من أوزارهم شيئاً". 2- الحساب الفردي يوم القيامة : - قال عز وجل ( واتقوا يوماً لا تجزي نفس عن نفس شيئاً ولا يقبل منها عدل ولا تنفعها شفاعة ولا هم ينصرون) - وفي آية أخرى يقول سبحانه وتعالى : (إن كل من في السموات والأرض إلا ءاتي الرحمن عبداً) 3- تقييم الفرد لنفسه وعلمه بها دون غيره : وبالتالي فهو اقدر على التعامل معها و علاج جوانب القصور فيها 4- التفاوت فى اثر ومردود انشطة الجماعة على الافراد : وهذا قريب من تشبيه النبي صلى الله عليه وسلم الوحي الذي أتى به وتلقي الناس منه فقال:"مثل ما بعثني الله به من الهدى والعلم كمثل الغيث الكثير أصاب أرضا، فكان منها نقية قبلت الماء فأنبتت الكلأ والعشب الكثير، وكانت منها أجادب أمسكت الماء فنفع الله بها الناس فشربوا وسقوا وزرعوا، وأصابت منها طائفة أخرى إنما هي قيعان لا تمسك ماء ولا تنبت كلأ، فذلك مثل من فقه في دين الله ونفعه ما بعثني الله به فعلم وعلم، ومثل من لم يرفع بذلك رأسا ولم يقبل هدى الله الذي أرسلت به". فالهدي النبوي نزل على الصحابة بصور متفاوته . وبالتالى يحتاج كل فرد مع نفسه دون غيره ان يحدد اين هو بالضبط من برامج الجماعة المختلفة وماذا يحتاج وكيف سيكمل جوانب القصور عنده . 5- استكمال دور المربي : لا يخلو أي مربى من بعض جوانب الضعف أو القصور وحين يعتني الفرد بتربية نفسه تربية ذاتية، فإنه سيتجاوز بعضا من سلبيات من يربيه . وهو فى نهاية الامر يكمل دور المربي فالتربية بالاضافة الى كونها تغييرية فهي ايضا تكاملية . رابعا: كيف نربى أنفسنا ذاتيا ؟: 1.حسن الصلة بالله عز وجل . 2.الحرص الدائم على تحصيل العلم النافع والمفيد. 3.الاهتمام بالوقت وحسن إدارته ووضع جدول يومي لأعمالنا المختلفة. 4.المداومة على محاسبة النفس . 5.ونضيف على ذلك قول المتخصصين في التنمية البشرية إن الذات القوية تنشأ من الثقة- وقوة الإرادة- والتصميم- والتوافق مع الآخر – وأن يفتخر الإنسان بنفسه دائما. خامسا: دور المربى فى التربية الذاتية عند الافراد: 1.تربية الافراد عليها من خلال الحرص على معايشتهم والتذكير الدائم بمردودها الايجابى عليهم. 2.توزيع الاعمال عليهم وذلك لتفجير طاقاتهم. 3.تنمية واكتشاف المواهب والقدرات لديهم. 4.ان يحرص على تذكيرهم دوما بالغاية والمهمة التى خلقوا من أجلها. 5.التحفيز المستمر لهم سواءا كان التحفيز ماديا أم معنويا . 6.التذكير الدائم بالنماذج الفذة فى هذا الجانب ( راجع أدلة الذاتية الواردة فى المقال ). بقيت نقطة اخيرة واحسب انها مهمة وهي ان حرص الفرد على التربية الذاتية لايعنى بحال التفريط او التقصير فى الاعمال الجماعية فلايسوغ أن نهمل الدعوة والإصلاح بحجة تربية أنفسنا . فبركة العمل الجماعي عظيمة وتفتح على المرء مجالات عديدة من الاجر والثواب وقد سُئل الامام ابن تيمية رحمه الله تعالى عن المرء يكون بمفرده كسلانا ومع اخوانه نشيطا أيعد ذلك رياءا فقال : لا فإن ذلك من بركة الجماعة .
| |
|